أين كان هؤلاء الذين يظهرون اليوم غيرتهم على المدينة، منتقدين المستشارين الصامتين ، أين كانوا في الدورتين الأخيرتين، حينما تم تهديد الأعضاء بمنطق اللي دوا يرعف، وتم رفض إعطائهم الكلمة، ووقع المس بكرامتهم:….(سر تكمش راه أيامك انتهت،…)، وكأن قائلها فتح جزر المالوين، مع أن الجميع يعرف تاريخه المعاق بالمحمدية؟ كل هذا يحدث أمام رئيسة مغلوبة على أمرها، لا تهش ولا تنش، ضاع صوتها وسط الغوغاء، وأصبح (تسيير)اللاجلسة يتحكم فيه كل من يصرخ أكثر، وأفتى البعض، ممن ليس له الصفة في التسيير، والرئيسة موجودة، فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان في النظام الداخلي للمجلس. صودر حق الأعضاء في تناول الكلمة، وساد منطق رفع الأصابع، وشعار: من له مآخذ فليذهب إلى المحكمة.
حدث كل هذا الهرج والمرج، فقط، لأن بعض المستشارين تمكنوا، وبصعوبة، من قول جملة مفيدة في الجلسة مفادها: انتم كأغلبية حالية جئتم من أجل هدف واحد: هو تفويت ممتلكات المدينة للخواص….، فأصيبوا بهستيريا وكان ما كان.
وفي هذا الجو التي ليس فيه ما يشرف المحمدية اكتفت السلطة الحاضرة بالتفرج، وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد بسبب حسابات لا تعلمها إلا هي، وإن كانت لا تحتاج إلى ذكاء خارق لإدراكها.
* ليس كل ما يلمع ذهبا،
* ويأتيك بالأخبار من لم تزود،
* وإن غدا لناظره قريب.
أقول اليوم لهؤلاء المتباكين زورا، وكل من هو وراءهم: هل هذا هو نموذج التسيير الذي تدافعون عنه، وترفعون عقيرتكم ببكاء ودموع التماسيح. من أجل نصرته.
* الزمن كشاف ياسادة، وبيننا وبينكم التاريخ القريب.