بداية القصة كانت في شتنبر 2015 عندما تم الإعلان عن فوز لائحة عنترة بما مجموعه 22 مقعدا من أصل 47 المتنافس عليها بتراب جماعة المحمدية، أمام منافسين كبار من طينة الإتحادي مزواري والباكوري ولمفضل في لائحة الجرار الأزرق وعن الحمامة العطواني ومن لا يعرفه في المحمدية، وغياب أو ضعف أحزاب وطنية معروفة كالتقدم والاشتراكية والإستقلال واليسار الموحد.
تجربة عنترة ومن معه في مجلس المحمدية المتواضعة إلى حد ما، عرفت مسارا متدبدبا بين الصعود إلــــى النزول وبين الايجابيات نحو السلبيات وكتابنا هذا سنحاول أن نسلط الضوء على الجانبين بناءا على معطيات أغلبها ورد سلفا سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أو عبر الجرائد الإلكترونية التي كانت غالبا ما تنتقد عنترة ومن معه.
ستكون البداية بما هو إيجابي لأنه محدود نوعا ما من حيث العدد والمدة الزمنية :
- تحريك المشاريع الراكدة: كان من أولويات حسن ومن معه منذ الجلوس على المقعد المنشود العمل على إعادة الروح في عدد من المشاريع الراكدة ومن أهمها مشروعي القنطرة والقاعة المغطاة بملعب البشير اللتين أعطاهما حسن الأولية القصوى في بداية مساره الرئاسي، فتحرك يمينا ويسارا ونظم الزيارات والاجتماعات وراسل المؤسسات والشركات ليعيد فتح هذه الأوراش وكان يتتبعها بشكل شبه يومي.
- نهج سياسة الانفتاح على الساكنة: حيث عمد حسن في بداية ولايته المبثورة إلى نهج سياسة الأبواب المفتوحة سواء عبر مكتبه الخاص بالقصر الجماعي أو هاتفه الشخصي أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أنه كان دائم التدوين والنشر في الصفحته الخاصة بالفيسبوك وأحيانا يدون أثناء دزرات المجلس والإجتماعات وينشر كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة، بل الأكثر من ذلك كان بين الفينة والأخرى يطل على متابعيه عبر المباشر ليتبادل معهم أطراف الحديث ويتفاعل مع تساؤلاتهم.
- الإقتراح والمبادرة: حسن ونوابه خصوصا نائبه المثير للجدل (الذي إفتتح الولاية بمنصب مكلف بالأشغال لينتقل في ضروف غامضة ليتولى منصب قيادة قسم التعمير)، إشتغلوا على إعادة الروح للجماعة من خلال إقتراحات عدة كان أبرزها ذلك المتعلق بدعم تشغيل الشباب، ألا وهو مشتل المقاولات (الذي أطلقه الراحل العربي الزروالي ليطمسه من تلاه في رئاسة المجلس)، المشروع الذي تبناه العباسي النائب الذي سبق ذكره، ووفق ما صرح به هذا النائب أكثر من مرة، كان سيكون شراكة بين العام والخاص وسيضيف إضافة مهمة في البنية التحتية الاقتصادية بالمدينة بل بالاقليم بأكمله.
- زيارات القرب : حسن عنترة كان دائم الزيارات والجولات، حيث كان يقوم بشكل شبه أسبوعي بزيارات ميدانية همت مختلف أحياء المدينة والتواصل الميداني مع الجمعيات خصوصا الرياضية منها ويلبي دعوة كل من دعاه.
لم تدم فترة إزدهار الحكم العنتري كثيرا، إذ تدهور كل شيء وبدءت نقم حكمه تظهر تباعا، إليكم ما رأيناه أكثر الأشياء سلبية في رئاسة حسن خصوصا في السنتين الأخيرتين قبل عزله في نهاية سنة 2018 :
- عدم التفريق بين العائلة والجماعة : كان أول خطأ وقع فيه حسن عندما تدبر أن تكون زوجته المشاكسة زهرة نائبة له في الشؤون الثقافية والرياضية، وهي التي كانت أقدم منه حزبيا، رغم أنها كانت دائمة الحضور في كل المحطات والمحافل الثقافية والرياضية غير أنها لم تمتلك الجرأة الكافية لنهوض بقطاع حيوي كالثقافة والرياضة ولم تأتي بالجديد وكذلك مشاجراتها المتكررة خصوصا مع إخوانها في نفس الحزب.
- تشتت الأغلبية المريحة : مع بداية السنة الثانية من رئاسة حسن عنترة بدأت تظهر بعد الأمور التي أثرث سلبا على تدبيره لشؤون المدينة، عنتره كان له فريق من 22 مستشارا وتحالف مع الإتحاديين والأحرار ليكون أغلبية مكونة من 39 مستشارا، لكن هذه الأغلبية لم تدم طويلا وبدأت تنهار تدريجيا، وبداية إنهيارها إنسحاب الإتحادي واجي من التدبير المفوض، تم زاد الإنهيار عندما أصبح أصبح حسن يعجز عن عقد دورات مجلسه في أولى الجلسات، هذا التفكك قاده في البداية الإتحادي مزواري والتجمعي العطواني وإبنه بالإضافة لصوت المعارضة سعيد عابد عن الجرار الأزرق.
- تشتت فريق عنترة : مع توالي الأيام وجدت التصدعات طريقها نحو فريق عنترة المكون من زوجته ونائبته في نفس الوقت و مستشارتين و 18 مستشارا آخر، وكانت هذه هي الضربة التي أسقطت حسن ومن بقي معه وفي صفه.
- دكتاتورية حسن : حسن بعدما خدلته أغلبية وطعنه رفاقه، أصبح متعنتا جدا لدرجة أنه كان دائما يعمد إلى إستفزاز مستشاري مجلسه في الدورات والإجتماعات سواء بطريقة كلامه أو حتى طريقة جلوسه متفاخرا بالقولة التي إخترنا منها عنوان هذه الحلقة – الرئاسة جابها الله –
- قيادة جيش بلا محاربين : من بين الأخطاء التي إرتكبها حسن ومن بقي معه، هي خوضه حربا بدون جيش بمعنى آخر دخل حسن في دوامة المشاكل مع عدد كبير من العمال والمستخدمين بجماعته خصوصا منهم الذين يمسكون بزمام أقسام ومصالح حيوية بإستثنائي كمشة صغيرة ممن كانوا معه ويستفيدون من بقاءه على رأس الهرم الجماعي، لاسيما أن الولاءات الحزبية حاضرة في كواليس الجماعة.
- ضعف عنترة الغير مفهوم : تحولت شجاعة عنترة إلى ضعف في نهاية ولايته القصيرة في حكم مدينة المحمدية، حيث بدا في كثير من الأحيان عاجزا عن إتخاد القرارات بنفسه دون العودة لمستشاره الخاص المعزول من عضوية جماعة بني يخلف والهارب منها، وهذا ما أثر نسبيا على صورته عند الساكنة خصوصا بعد الهجمات الشرسة التي قادها معارضوه عليه سواء عبر الفيسبوك أو في الجلسات العامة أو عبر الجرائد الإلكترونية.
حسن عنترة الرجل الذي ترأس المحمدية لثلاث سنوات بما لها وما عليها، يعتبره الكثيرون رجلا طيبا ومهذبا ترعرع في بيئة شعبية جدا (دوار البرادعة الصفيحي)، وما خوضنا في بعض حيثيات فترة رئاسته لمجلس المحمدية تتقيصا من شخصه ولكن إنتقادا لما قام به إبان فترة رئاسته للمحمدية.