نتشرت قبل أيام قليلة نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب بالتخفيض من أسعار المحروقات بعدما باتت الأسعار العالمية لها في انخفاض مستمر لأول مرة منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا. وتزامنت هذه التدوينات التي انتشرت على نطاق واسع خاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مع تصريحات لرئيس مجلس المنافسة أحمد رحو يؤكد فيها أن المجلس سيعيد ملف المحروقات من جديد، وسيقجم معطيات حول ما إذا استغلت شركات المحروقات الأزمة العالمية لإثراء.
وأكد أحمد رحو، رئيس مجلس المنافسة، أن هذا الأخير سيعيد فتح ملف المحروقات مجددا. وقال رحو، في تصريحات لجريدة اقتصادية إلكترونية، أن المجلس سعيد فتح الملف من جديد، مؤكدا على أنه إذا كانت هناك اختلالات، فقد سجلت في المرحلة الأخيرة من المسطرة، المتعلقة بالقرار، وليس في المرحلة الأولية. و”سنرى إلى أي مدى سيتم التطرق لهذه الأمور” يضيف المتحدث .
وفي هذا السياق، أوضح أنه من المقرر أن يتم إعادة فتح هذا الملف بمجرد التصويت والمصادقة على القانون المنظم له، موضحا أنه “سيتم اتخاذ قرار بناء على القانون الجديد، والتطرق لهذا الملف في إطار قانوني يسمح بمعالجة في ظروف جيدة”.
وأبرز أن المجلس سيعيد فتح ملف المحروقات مع الحرص على أن تكون الشروط المحيطة بالقرار النهائي وفقا للقانون الجديد، مواتية للأطراف”، مضيفا أن “المبدأ مرتبط بحقوق الدفاع، حيث أنه ليس لنا الحق في تطبيق أشياء أكثر صرامة من تلك التي نص عليها القانون القديم”.
وأضاف رئيس مجلس المنافسة، أن القانون الجديد يمنح المزيد من الحقوق، حيث أنه سيحدد بوضوح الطريقة التي يمكن من خلالها إقرار مبالغ العقوبات، مشيرإ إلى أن هذا التوضيح غير موجود في القانون الحالي.وسجل أنه “ستكون لدينا معايير أكثر صلة من أجل اتخاذ قرار أكثر نجاعة وفي أسرع وقت.
وفي المقابل، سيتطلب هذا الأمر المزيد من المعطيات الرقمية، والتي ربما لم تكن موجودة في الملف القديم. لكننا لن نخترع أي شيء، بما أن الأرقام موجودة بالفعل. إنها أرقام من الماضي”.
وبالموازاة مع ذلك، أشار رحو إلى أن مجلس المنافسة سيقرر ما بين إعادة الفحص الكامل بتعليمات جديدة، أو إعادة الفحص من مرحلة القرار، بعد صدور القانون الجديد.
وصرح رحو بأنه سيتم فتح نقاش داخل المجلس بشأن الطريقة المثلى لمعالجة الملف من أجل التوصل إلى قرار جديد، يحظى بالموافقة على المستوى القانوني، ويحافظ على حقوق الدفاع.
وقال رحو “إن الملف سيعالج، لكن هذا الأمر ليس هو الذي سيحل مشكلة القطاع (المحروقات).
وأضاف أن المجلس منشغل للغاية بشأن القدرة الشرائية للمواطنين، مضيفا أن “هناك عوامل خارجية، لكن في حالة وجود تجاوزات، سنقوم باتخاذ إجراءات صارمة”.
وقال “إننا نعلم مسبقا أن هناك عناصر خارجية مرتبطة بارتفاع الأسعار.
ولا أحد يتوفر على عصا سحرية ليقول إن النفط سيكون أرخص هنا مما هو عليه على المستوى الدولي. إننا نعاني من تضخم مستورد.
ولكن إذا استغل البعض هذه الزيادات العالمية لإثراء خزائنهم وإثراء أنفسهم بشكل غير مقبول، فإننا سنجهر بذلك”.
وأشار رحو إلى أن “دعم منتج يؤثر على المنافسة، ونحن ندافع بقوة عن أن تقدم الحكومة مساعدة مستهدفة ومباشرة للأسر، أو مباشرة إلى المنتج الذي تستهلكه الأسر”.
واعتبر رئيس المجلس أن أي أموال تنفق على الإعانات للسكان الذين لا يحتاجون إليها هي أموال ينبغي توجيهها على الأقل لدعم المرافق العمومية (المدارس، الطرق والمستشفيات وما إلى ذلك).