تطور الذكاء الإصطناعي: نحو عصر تقني جديد

2

سكينة بوسكور- صحفية متدربة
يشهد العالم حاليا تطورا هائلا في مجال التكنولوجيا ويعد الذكاء الإصطناعي واحدا من العلوم التي نتجت عن الثورة التكنولوجية المعاصرة التي خلقت جدلا واسعا في عصرنا الحالي.
يعتبر الذكاء الإصطناعي مصدر إثارة كبيرة وجدل حول التطور التكنولوجي إذ تمتاز هذه التقنية بإمكاناياتها الهائلة وتطبيقاتها المتعددة في مجالات مثل الطب، والصناعة، والتجارة، والترفيه، والتعليم، والنقل، وغيرها.
وفي حوار مع الخبير والمهندس في مجال المعلوميات السيد (ع.ع) صرح بإمكانية تطبيق الذكاء الإصطناعي في مجموعة متنوعة من المجالات اليومية، بما في ذلك الروبوتات ونظم المساعدة الشخصية مثل مساعدات الصوت “سيري”
وتحليل البيانات وتوجيه القرارات في الأعمال التجارية، وتشخيص الأمراض وتوصية العلاج في المجال الطبي، وتحسين التواصل الإنساني والآلي ، والتعرف على الأنماط، والترجمة الآلية، وأنظمة المحادثة والتحكم الذكي في الروبوتات، والقيادة الذاتية للسيارات، وتحسين عمليات الإنتاج والتصنيع، والرعاية الصحية، والتمويل، وغيرها من المجالات.
في سؤال موجه للسيد (ع.ع) عن تاريخ الذكاء الإصطناعي وكيفية ظهوره أجاب بأن تاريخ الذكاء الاصطناعي يعود إلى النصف الثاني من القرن العشرين، حيث بدأت الأفكار والتحليلات في مجال الذكاء الإصطناعي تتطور بشكل كبير في عام 1956، تم عقد مؤتمر “دارتموث” الذي يُعتبر نقطة انطلاق الذكاء الاصطناعي كمجال بحثي مستقل منذ ذلك الحين، شهدت التقنية تقدمًا متسارعًا وتطورات مهمة.
في خضم هذا الحوار تحدث لنا أيضا عن التطورات الحالية التي يشهدها الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة حيث تحسنت قدرات الحوسبة الألية وتوسعت قواعد البيانات، مما أدى إلى تطور نماذج التعلم العميق وتقنيات التعلم الآلي بات بإمكان الأنظمة الاصطناعية فهم وتحليل البيانات الضخمة والتعرف على الصور والكلمات والنصوص وأصوات البشر بدقة متزايدة كما تم تطوير تقنيات الروبوتات الذكية والواقع الافتراضي والزي الروبوتي، مما أتاح فرصًا جديدة لتعزيز تفاعل الروبوتات مع البشر.
على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك تحديات تواجهه، وهذا ما أشار له مهندس المعلوميات (ع.ع) في حوارنا معه حيث ذكر أهم التحديات من بينها الأخلاق والقانون التي تتعلق بمسألة الخصوصية والمسؤولية وكذلك الثقة والتبني والتفاوت الاجتماعي والأمان ، كما له تأثيرات اجتماعية واقتصادية قد يتسبب في فقدان فرص العمل للبشر في بعض القطاعات، وأيضا مخاطر الأمان والخصوصية خاصة أنه يشمل بيانات ضخمة فإن تسرب أو استخدام غير مشروع لهذه البيانات يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأفراد والمجتمع.
ونبه السيد (ع.ع) على مسألة جد مهمة وهي أن يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر شديد ووعي.
كما ألح على ضرورة وضع إطار قانوني وأخلاقي قوي ومتطور يوفر التوازن المطلوب بين الاستفادة من التقنية وحماية حقوق الأفراد والمجتمع، وتنظيم واستخدام وضمان أن تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي تعمل لصالح الإنسانية وتلبي احتياجاتها دون أن تسبب ضررًا غير مقصود

التعليقات مغلقة.