المدن الذكية .. المستقبل
فاطمة الزهراء بن عطية- صحفية متدربة
تعتبر المدن الذكية أو “المدن الذكية” مفهومًا حديثًا في عالم التسويق والتكنولوجيا. وتشير هذه المفاهيم إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة والبيانات الضمة لتحسين جودة الحياة في المدن وتحسين الخدمات الحكومية والخاصة.
تتضمن المدن الذكية استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الإنترنت من الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) والتحليلات الضخمة (Big Data) والحوسبة السحابية (Cloud Computing) لتحسين الخدمات الحكومية والخاصة وتحسين جودة الحياة في المدن…
وتعتبر المدن الذكية طفرة كبيرة للشركات لتطوير حلول تسويقية جديدة وابتكارية لتلبية احتياجات المستهلكين في هذا المجال. ويمكن للشركات العمل مع الحكوماتحلية والمؤسسات الأخرى لتطوير حلول تسويقية مبتكرة وفعالة في المدن الذكية
تعد المدن الذكية منطقةً حضريةً تستخدم مجموعةً من التقنيات الرقمية من أجل إثراء حياة السكان، وتحسين البنية التحتية، وتحديث الخِدمات الحكومية، وتعزيز إمكانية الوصول، وتحفيز الاستدامة، وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية. المدن الذكية هي مدن المستقبل
تستفيد الحكومات في الكثير من هذه المدن الذكية من مزيج من إنترنت الأشياء، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والحافة، وتقنية البلوك تشين، وغير ذلك من الحلول المُتطورة بهدف:
- حماية السكان والشركات والتواصل معهم
- تحسين إمكانية الوصول للأشخاص كافة في المُجتمع.
- دعم الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي.
- مُشاركة المعلومات مع الجمهور.
- تبسيط العمليات الحكومية.
- تقديم خِدمات مُجتمعية سهلة الاستخدام.
- توفير بنية تحتية ذكية، وموثوق بها.
- تحفيز الاستدامة البيئية.
- تعزيز التعاون عبر الوكالات.
- ترقية وسائل النقل العام.
- إدارة موارد المدينة للحيلولة دون حدوث هدر.
- جمع البيانات المفتوحة وتحليلها من أجل الحصول على رؤى قيّمة.
تكتسب الحكومات في المدن الذكية رؤيةً شاملةً لكل عمليات المدينة، والبنية التحتية، والخِدمات؛ باستخدام أحدث الحلول الرقمية. ويُتيح هذا لمُديري المدن التنبؤ بالمُشكلات المُحتملة، والتغلب على التحديات بشكل سريع، وتحسين النتائج. ويأتي كل هذا معًا من أجل رفع مستوى التجارب لسكان المنطقة الحضرية، والزائرين والشركات؛ وبناء مُستقبل أكثر إشراقًا للمدينة.
يستمتع السكان، والشركات، والوكالات الحكومية في المدن الذكية بمجموعة فوائد قيمة؛ بدءًا من تحسين السلامة، وسهولة الوصول إلى وسائل النقل وحتى خفض انبعاثات الكربون، والنمو الاقتصادي الأقوى
تعتمد “المدن الذكية” بشكل رئيسي على البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات، ولعل أكثر ما يميزها تركيزها على الإنسان في المقام الأول، لأنها تستطيع الاستجابة للظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المتغيرة، بخلاف المدن التقليدية
يمكن أن تكون المدن الذكية مدناً جديدة صممت وأنشئت بطريقة ذكية منذ البداية، أو مدينة تقليدية تم تحويلها تدريجيا إلى مدينة ذكية بالكامل
وأطلقت مدن كثيرة حول العالم مشاريع لمدن ذكية، من بينها دبي ونيويورك وطوكيو وشنغهاي وأمستردام
كشف تقرير حديث للأمم المتحدة أن 70% من سكان العالم سيقطنون في المناطق الحضرية بحلول عام 2050، وهناك توقعات كبيرة بأن تستحوذ دول مجلس التعاون الخليجي على أحد أعلى معدلات التجمع السكاني في المناطق الحضرية على مستوى العالم بنسبة تتراوح بين 80% و100%.
وقدم البحث التوجيه اللازم لجميع الجهات المعنية في النظام الإيكولوجي للمدن الذكية، وسلط الضوء على المنافع وأهم ركائز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدن الذكية، وأبرز أهمية الابتكار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
وعلى هذا الأساس، انطلق مشروع المدن الذكية الذي يشمل 70 مدينة أوروبية، ويصبو إلى تحديد نقاط القوة والضعف وتحقيق التنمية المحلية المناسبة للجميع حتى تصبح مدنا أكثر تنافسية
وساعدت التطورات التكنولوجية الجديدة في مساعدة الحكومات على تحقيق حلم المدن الذكية، إذ أسهمت تطورات إنترنت الأشياء القائم على ربط الأجهزة وتبادل البيانات وتدشين أنظمة تحكم مركزية في توفير استهلاك الطاقة وتحسين منظومة إدارة المرور
وبالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتحليل قاعدة كبيرة من البيانات لإثراء عملية صنع القرار، وتم الاعتماد عليها بالفعل في مجالات عديدة منها البيئة والزراعة والمؤسسات المالية والمنشآت الصحية والتعليمية
وفي ظل تكدس أكثر من نصف سكان العالم في المدن ومسؤولياتها عن أكثر من 70% من انبعاثات الكربون واستحواذها على 60-80% من استهلاك الوقود وفقًا لبيانات الاتحاد الدولي للاتصالات، فإن قرار التوجه للمدن الذكية لم يعد رفاهية
هناك نماذج عديدة يمكن أن تسهم خلالها المدن الذكية في تحسين جودة الحياة، أبرزها الشبكات الذكية التي تستخدم تكنولوجيا الاتصالات في إدارة شبكات الكهرباء، إذ توفر معلومات عن نمط استهلاك الطاقة وتوفير عدادات ذكية تساعد في تحسين استخدام الطاقة
كما أن التطبيقات الحديثة تساعد على توفير بيانات عن مناطق الاختناقات المرورية بهدف تفاديها، وتحسين حركة السيولة المرورية، واستخدام أجهزة لقياس نسب التلوث والتحكم فيها
التعليقات مغلقة.