كنا نفكر بمنطق التكامل في الاختلاف… والاحتكام لصوت العقل والحكمة في مواجهة الخلاف… مقتنعين، ومقنعين الناس من حولنا أننا بشر، قد نصيب وقد نخطئ… مع الاسف، استسلمنا لهوى أنفسنا… وسيطرة نزواتنا… فاصبحنا ننصب المشانق لكل من يختلف معنا في الرأي والفكرة… فنحاصره ونقدف به إلى حافة التهميش والإقصاء…
ولعل من حسنات الكرسي أنه عرى عن مناقبنا… وكشف عوراتنا… فما من منتفع إلا ويرمي وراءه ثوب المبادئ ليلبس اسمال البراغماتية الوسخة… مع أن المبادئ هي ما يبقى في المحصلة أولا وأخيرا… وهي ما نحتكم اليه باعتبارها المؤشر الذي يعكس معادن الناس… ويوجه سلوكياتهم في الحياة العامة كما في الحياة السياسية …
كنت أعتقد أننا راكمنا من الدروس والعبر خلال المرحلة السابقة ما يجعلنا ننخرط في المرحلة الجديدة مفعمين بالأمل في رتق ما يمكن رتقه… لكن للاسف لنكتشف مع مرور الوقت أن الخرق يتسع شيئا فشيئا على الراقع… ومعه تنكشف عوراتنا يوما عن يوم…
كان المأمول ان نحول هذه التجربة الى سطر يكتب بمداد الفخر في صحيفة الحزب بهذه المدينة… لأننا كنا نتوفر على الكفاءات وبيدنا كل الوسائل والأدوات… لكن للاسف أخلفنا الموعد مع التاريخ… والأكيد أن الأحداث التي طبعت هذه الولاية ستسائلنا!!! بل ستديننا!!! لأننا للاسف آثرنا أحيانا خطابا سفسطائيا فارغا بل مضللا.. واخترنا أحيانا أخرى لغة الصمت الانتهازي… فكان منا من يطلق الكلام على عواهنه تزويقا وتنميقا، لكن كذبا وافتراء وتحريفا … وكان منا من يصنع الصمت للصمت… ومنا من يصنع الصمت ليستفيد… وكثير منا ظل إمعة ( الامعة من يقول لك… أنا معك، ولا يثبت على شيء لضعفه)… !!!