عملية تقييم لبرنامج “مسالك” للطرق القروية كشفت تلاعبات رؤساء بتواطؤ مع الجهة
يتحسس رؤساء جماعات في جهة البيضاء سطات رؤوسهم، ومنهم من اختفى عن الأنظار، هربا من لهيب تحقيقات فتحتها الداخلية بشأن مآل الميزانيات الممنوحة لهم من مصطفى الباكوري، في إطار برنامج “مسالك” للطرق القروية.
وخلصت عملية تقييم للبرنامج، الذي أطلقته الجهة قبل قرابة ثلاث سنوات، من أجل النهوض بالطرق القروية، إلى وجود تلاعبات في رسم خارطة الشبكة الطرقية المستهدفة، وغش في المواد المستعملة، من قبل منتخبين منحتهم جماعاتهم تفويض الإشراف على المشروع.
وبالإضافة إلى المحسوبية الحزبية في توزيع الحصص بين الجماعات، تورط رؤساء جماعات في غش مفضوح لتقليص التكلفة، إذ تحول عرض بعض المسالك من 10 أمتار إلى 5، في حين تلاعب آخرون في عقود تموين الأوراش، إذ استعملت “بياضة” منهوبة من مقالع عشوائية، ما مكنهم من نهب أكثر من ثلاثة ملايير.
وفتحت مصالح الإدارة الترابية تحقيقات، بخصوص احتجاجات سكان وجمعيات على إقصاء مناطق مهمشة من مشاريع البنية التحتية المتعلقة بالطرق القروية، تورط منتخبين في تحويل الاعتمادات المالية المخصصة لها إلى معاقلهم الانتخابية، خاصة في تراب أقاليم برشيد والمحمدية وابن سليمان.
وفجرت عرائض سكان دواوير فضيحة تجهيز دوائر انتخابية على حساب مناطق أخــــــرى، واتهمت رؤساء جماعات بالتلاعب في لوائح الطرق المستفيدة من برنامج تعبيد وإصلاح المسالك الممول من قبل جهة البيضاء سطات، واستنجد الغاضبون بالوالي للتدخل من أجل وقف مخطط يحاول ترجيح كفة معاقل انتخابية وتجاهل دفاتر التحملات، وتحويل حصص جماعات إلى مسالك غير موجودة على الخارطة الطرقية الرسمية، تم إحداثها، أخيرا، بحسابات حزبية.
ولم يتردد الرؤساء المتورطون في إقصاء طرق تمت برمجتها في وقت سابق ضمن مخطط البرنامج المذكور، لكن تغيرت خارطتها بشكل مفاجئ، رغم تثبيت مساراتها على الوثائق طبوغرافيا، بشكل مفاجئ بإيعاز من جهات مجهولة لصالح رؤساء ونواب، ما دفع مصالح العمالات والأقاليم إلى إلغاء أوراش تحولت عن مساراتها بسبب غضب سكان ، الذين يرزحون تحت نير العطش، ولم تجد سلطة الوصاية بدا من التدخل لوقف تلاعبات رؤساء جماعات بميزانيات مرصودة لإعادة تهيئة طرق قروية، وتكلف مهندسون تابعون للجهات بإجراء معاينات ميدانية لأوراش تنفيذ برنامج “مسالك” الذي يمول من ميزانيات الجهات.
وسجلت تقارير سلطة الوصاية أن تلاعبات تمت في تنزيل مشاريع طرقية، وأنه عوض مد الطرق إلى الدواوير المبرمجة، تحولت الأوراش إلى جهات أخرى، مع استثناء طرق إقليمية يتجاوز عمر بعضها 100 سنة وإعطاء الأولوية لطرق تؤدي إلى أراضي منتخبين أو إلى المناطق التي يترشحون بها.
وكشفت تسريبات من مجالس جماعية تابعة لتراب عمالة المحمدية تلاعبات خطيرة تورط مقاولة للأشغال العمومية ومنتخبين في صرف ميزانية مرصودة من قبل مجلس جهة البيضاء سطات في إطار برنامج “مسالك”.
ووقفت “الصباح” على واقعة استعمال مواد مسروقة من منطقة الوادي المالح من قبل المقاولة صاحبة مشروع تهيئة طرقية في تراب جماعات قروية تم ربط دواويرها بطرق مغشوشة جراء استبدال “الكرافيت” المنصوص عليه في دفاتر التحملات بـ”توفنة” منهوبة من مقلع عشوائي بتواطؤ مع منتخبين.