إعلام جزائري يواجه انتقادات لاذعة بعد نشر خبر كاذب حول مقتل جزائريين في الصحراء المغربية

تلقت عدد من وسائل الإعلام الجزائرية، إضافة إلى منابر إعلامية أخرى تنتمي لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، انتقادات لاذعة من طرف جماهير القراء والمتتبعين المتخصصين، بعد نشرهم لخبر كاذب يدّعي مقتل شخصين من جنسية جزائرية في الصحراء المغربية في الأيام القليلة الماضية.

وادعت المنابر الإعلامية المروجة لهذا الخبر، إن طائرة “درون” مغربية قصفت شاحنتين كان على متنها شخصان من جنسية جزائرية، الشيء الذي أدى إلى مصرعهما في عين المكان، بعدما كانا ينويان عبور الصحراء المغربية نحو موريتانيا.

وكشفت التحقيقات الإعلامية أن ما نشرته الصحف الجزائرية والتابعة لـ”البوليساريو”، مثل “الوطن” و”ميناديفنس” وعدد من المنابر الأخرى، هو مجرد “خبر كاذب”، الهدف منه إثارة مزيد من الفتن بين المغرب والجزائر وتعميق الهوة بشأن الخلافات الدبلوماسية القائمة بين الطرفين.

وكان الصحافي الجزائري المقيم في فرنسا، عبدو سمار، أبرز الذين وجهوا انتقادات لاذعة لهذه الصحف الذي يعتبرها تابعة للنظام الجزائري و”تُسبح بحمده”، مشيرا إلى المخاطر التي تحملها هذه الإشاعات التي قد تتسبب في نشوب حرب بين البلدين، داعيا إلى التوقيف للترويج لأخبار خاطئة مفادها بأن “المغرب يقتل المواطنين الجزائريين”، وفق ما جاء في إحدى فيديوهاته على اليوتيوب.

والمثير في الأمر، وفق العديد من المتتبعين، أن السلطات الرسمية في الجزائر، لم تخرج بأي بلاغ تنفي فيه هذه الإشاعات، تاركة انتشارها في أوساط الجمهور الجزائري، الشيء الذي يدفع الكثيرين للاعتقاد أكثر بأن النظام الجزائري يسعى لشحن الجزائريين ضد المغرب لما في ذلك من مصلحة له لاستمرار خطابه المعادي للرباط.

لكن بالمقابل، يُسارع فورا بعد حدوث واقعة أو حادث متعلقة بمقتل جزائريين في الصحراء المغربية، مثلما حدث في أواخر عام 2021، (يُسارع) لإصدار البلاغات وإطلاق التهديدات ضد المملكة المغربية، بينما يلتزم الصمت عندما يكون الأمر مجرد إشاعة، وفق ما أشار إليه عدد من المتتبعين في المغرب والجزائر على مواقع التواصل الاجتماعي.

جدير بالذكر، أن منطقة الصحراء تُعتبر منطقة مواجهات عسكرية مستمرة بين القوات المغربية وعناصر جبهة “البوليساريو” المدعومة من النظام الجزائري، وبالتالي فإن أي تواجد لأشخاص مدنيين داخل الصحراء المغربية يجعلهم عرضة للقصف، وقد حذرت موريتانيا مواطنيها في هذا السياق، من الخروج خارج حدودها لدخول الصحراء المغربية تفاديا للتعرض للقصف، ولهذا لا تُحمل نواكشوط المسؤولية للرباط في أي حادث يذهب ضحيته موريتانيون داخل الصحراء المغربية منذ عودة المواجهات بين “البوليساريو” والقوات المغربية في أواخر 2020.

Exit mobile version