المهدي رحالي : ئيض يناير ضيف عزيز على مدينة تزنيت

تزنيت : المهدي رحالي 
مدينة تيزنيت المغربية هذه السنة كانت مسمع صدى لنداء القضية الأمازيغية، المشع صوتها على الصعيد الدولي و القاري و الإقليمي والمعززة وطنيا بالدستور المغربي و المؤطرة من طرف قوى و فعاليات المجتمع المدني و السياسي المغربية الوطنية، الواعية بأهمية ضرورة استرجاع الهوية و إحيائها بعدة فترة طويلة من إهمالها و تركها دون حماية فكرية و تاريخية و سياسية-قانونية.
تزنيت كنظيراتها من المدن و الاقليم المغربية ذات الذاكرة التاريخية الأمازيغية ،كانت ولا تزال قلعة حصينة للهوية الأمازيغية بخصوصية تيزنيتية ، ما يبين هذا هو إحتفال مجموعة من المؤسسات التربوية بقدوم ئيض يناير للسنة الأمازيغية 2972.
الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء أحد أبرز هذه المؤسسات، حيت نظمت تحت شعار “الهوية الأمازيغية مسؤولية مدرسية” يوم 14 يناير 2021 حفلا بفضاء المؤسسة، كانت فقراته تتنوع بين أغاني امازيغية خالدة، أشعار إبداعية، مسابقات ثقافية، تعريف بالمأكولات التي تطبع هذه الذكرى و كذلك محاكاة للاعراس التقليدية الأمازيغية لبعض مناطق سوس خصوصا الموجودة و المجاورة لإقليم تيزنيت.
و قد كانت كل هذه الفقرات منتوجا تلاميذيا خالصا بتأطير و إشراف الأندية و اللجان المدرسية و بدعم من جمعية أباء و أمهات و أولياء أمور تلاميذ و تلميذات ثانوية المسيرة الخضراء التأهيلية، كما كان أبرز الحضور السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية والتعليم الاولي و الرياضة الذي ألقى في كلمة يثمن من خلالها ما اقدمت عليه المؤسسة من استثمار بطاقاتها و تلاميذها، و خصوصا ما له من موازاة لتوجهات البلاد لإنصاف القضية الأمازيغية بطريقة حضارية و تربوية، كذلك لإنجاح الحفل لم تتردد جمعيات المجتمع المدني بدعم المؤسسة بقطع ثراثية أمازيغية لخلق معرض أمازيغي يرى من خلاله الذاكرة التاريخية للمنطقة و هويتها، حيث كانت القطع تتضمن منسج للزرابي رفقة لفات من الصوف و أدوات لشده و تهذيبه أثناء الحياكة، أدوات تقليدية للطبخ و إعداد مختلف المنتوجات الغذائية كالرحى لإعداد ٱملو المنتوج المغربي العريق الذي لقي شهرة واسعة بفضل المشاركات المغربية بكل المحافل الدولية للتعريف بالثراث الأمازيغي و الطبخ المغربي،و الشكوة التي هي عبارة عن جلد ماعز مسلوخ بعناية لإعداد الزبدة، تشكيلة أواني تقليدية لإعداد الشاي و كذلك نموذج لسلاح تقليدي و غيره من القطع.
نجاح الحفلات و الأنشطة يقاس بمدى إشعاعه و قدرته الاستقطاب و مدى أهميته على صعيد اشتغاله و مدى تنظيمه، اما هذا الحفل فقد تفوق في جميع هذه المعايير،فقد لقي حضور أساتذة و أطر من عدة مؤسسات تربوية و إستقطب عددا مهما من الشباب المهتم و أباء و أمهات و أولياء أمور التلاميذ و التلميذات، و على صعيد الأهمية فقد ثمن طرف المدير الإقليمي، و على صعيد التنظيم فالتدبير و الإدارة و الإعداد الجيد للحفل من طرف لجنة منظمة منبثقة عن الإجتماعات التحضيرية لهذا الحفل كان يستحق كل التنويه.
Exit mobile version