أسامة طبيقي: دكالة و الشيخات قصة حب لم تنتهِ بعد..

يقول “الجيلالي”، أن جده كان من أثرياء وأعيان قبائل دكالة، وكان يملك من الاراضي الفلاحية الهكتارات، وعندما ينتهي موسم الحصاد وتحين أوقات المواسم يبدأ جد “الجيلالي” في بيع البعض منها، ليجد من المال ما يكفيه لإقامة الولائم و إحضار “الشيخات” إلى خيمته، حتى وجد نفسه ذات يوم من المفلسين، ليترك لأبنائه، ومنهم حفيده “الجيلالي”، سوى جلبابه و عكازه الذي كان يحضر به للحفلات الشعبية. ويضيف” الجيلالي”، وملامح الحسرة بادية على وجهه، “الله يسمح لجدي”.. حكاية جد “الجيلالي”، ما هي إلا مثال، لبعض قدماء دكالة المعروفين بحبهم “للشيخات” و الولائم الشعبية في البوادي والمواسم، حتى تطور الأمر وأصبحت عادة لإلهاء ساكنة تجدها في الشتاء تحتج أمام مستشفيات القرب حول غياب التجهيزات، و تصيح عندما تقع عجلات سياراتها في الحفر التي كان من الواجب على الجماعات إصلاحها، وتخرج في مواقع التواصل الاجتماعي بصور الأزبال بالأحياء التي يسكنونها. وفي المواسم خلال فصل الصيف تجد الآلاف منهم يتسابقون على الصفوف الأمامية، حتى يشاهدون “الشيخات” يرقصون بكل وضوح، و يرددون وراء المغني الشعبي “ما بغيت فلوس، ما بغيت دنيا”، لكن المغني يأخد المال ويترك لهم الدنيا بحفرها وأزبالها.. حتى اكتشف المنتخبون نقطة ضعف أهالي دكالة، وأصبح التباري على من يجلب أكبر المغنيين في مواسم ومهرجانات فصل الصيف.. فيما كان لدكالة هذه السنة النصيب الأكبر في عدد المواسم، فلا يكاد ان ينتهي موسم سيدي الزغبي”، حتى يبدأ مباشرة وراءه موسم “سيدي الفروج”، لنشاهد قبائل دكالة وهم يأتون من كل حدب وصوب، لمشاهدة السهرات الشعبية، فيما يبدأ المغني في اهداء التحية إلى المنظمين من الجماعة، “عندو فورمة تڭلع الغمة، عندو الفلوس آ دروة آ ڭوش”، في إشارة إلى رئيس الجماعة.. حتى أصبح البعض يستغل مناسبة المواسم والمهرجانات، ليطلب من الساكنة التصويت له لإكمال مشروعه الانتخابي الفني في جلب استثمارات عملاقة، من قبيل إحضار كبار المغنيين إلى المنطقة، حتى يستفيد الشباب ما استفاده “الجيلالي” من جده… صدق من قال، ان دكالة و الشيخات قصة حب لم تنتهِ بعد.

#الجديدة_إكسبريس 🇲🇦✍️

Exit mobile version